في مدينة سياحية متربعة على ساحل المتوسط الجميل من الطبيعي أن تتمتع العين بهواء البحر ومشهد استناد الأحياء على كتفه، لكن خلال تجولها في المكان يلوّث بصرها مشهد آخر لا يسر الناظرين. في مدينة جبلة تخلّت بعض الأحياء عن نظافتها بفعل فاعل كما يقول الأهالي، وتعاني انتشار القمامة والأوساخ في الشوارع وعلى الأرصفة، وهذا ينعكس سلباً على السكان والأطفال بسبب انتشار البعوض والأمراض في ظل انتشار ظاهرة النباشين وجامعي القمامة. مراسلة موقع "بتوقيت دمشق" في جبلة تواصلت مع رئيس مجلس مدينة جبلة المهندس "أحمد قناديل" الذي بيّن أنّ مجلس المدينة يرحّل القمامة دائماً في الموعد المحدد، مشيراً إلى أنّ المشكلة في حي الجبيبات الشرقية مثلاً هو عدم موافقة أهالي الحي على وضع حاويات القمامة بالقرب من أماكن السكن لديهم، وعدم تقيدهم بأوقات رمي القمامة خلال الليل، لأنّ البلدية ترحّل القمامة في الصباح مرة واحدة في اليوم ويُنظف الشارع، لكن الأهالي يضعون القمامة خلال أوقات مختلفة في اليوم ما يسبب تراكمها، وأكّد ضرورة تعاون الأهالي مع مجلس البلدية لإيجاد حل ومعالجة المشكلة وموافقة الأهالي على وضع حاويات للقمامة في ذلك الحي. أما الأهالي فيقولون إنّ رفضهم وضع الحاويات أمام منازلهم نابع من تجاربهم السابقة المريرة مع تلك الحاويات التي يرون أمثلتها واضحة أمامهم في الأحياء الأخرى وفي أماكن تلك الحاويات التي تحوّلت إلى مكب للنفايات ومصدر للروائح والحشرات، لذا هم يفضلون وضع أكياس القمامة أمام مداخل الأبنية أو على الطرقات والأرصفة ليجمعها عامل النظافة الوحيد المخصص للحي ويضعها في الحاوية الوحيدة الموجودة في المنطقة أمام الحديقة في منتصف الشارع... ولكن المأساة تحصل عند مرض عامل النظافة أو حصوله على إجازاته الأسبوعية، فترى القمامة مبعثرة أمام المنازل ومنتشرة بفعل القطط والنباشين فوق الأرصفة وفي الشوارع، والمتضررون ساكنو الطوابق الأرضية والمشاة وكذلك السيارات التي لم تسلم من أذى القمامة، إذ تعرضت سيارات عديدة لتلف إطاراتها وثقبها نتيجة احتواء أكياس القمامة مواد حادة من مسامير أو قطع زجاج، ويكتمل المشهد مع انتشار الكلاب الشاردة والقطط الضالة والبعوض والروائح الكريهة، نتيجة قرب النهر والأراضي الزراعية من تلك الأحياء. وهنا يدور سؤال على ألسن العامة: هل يعجز مجلس ما في مدينة ما عن إيجاد حل مثالي لتوزيع حاويات القمامة في أماكن جيدة وقريبة من السكان وبشكل لائق وحضاري؟ وهل الحل الاكتفاء بتحديد مواعيد رمي القمامة والاكتفاء بتخصيص عامل نظافة واحد يجمع الأكياس من أمام المنازل وينقلها إلى الحاوية الوحيدة لتأتي السيارة الكبيرة لنقلها وإفراغها، بدل أن يخصص جهد ذلك العامل لتكنيس الشوارع والأرصفة؟ ودون الاكتفاء بالقول إنّ الأهالي يرفضون وضع الحاويات أمام منازلهم، يستطيع مجلس المدينة على سبيل المثال لا الحصر أن يوزع الحاويات على مفارق الشوارع والتقاطعات وأمام بعض الأبنية المهجورة أو بالقرب من محولات الكهرباء، أو أن يضع حاويات صغيرة (مثبتة بالأعمدة منعاً من سرقتها) وألاّ يقوم بوضع حاويات كبيرة ثقيلة الوزن تطول فترة إفراغها ولا يمكن العناية بنظافتها، مع مراعاة قربها من السكان، فحي طوله مثلاً أكثر من 200 متر وفيه أكثر من 100 كتلة سكنية مؤلفة من خمسة أو ستة طوابق يحوي حاوية واحدة هو أمر غير مقبول، وهذا يضطر الأهالي (وخاصة كبار السن) إلى المشي أكثر من 200 متر للتخلّص من القمامة. كل تلك الفوضى تسبب عجز الناس عن معرفة مصدر البعوض والذباب التي تحرمهم النوم خلال ساعات الليل وتقودهم لاستخدام أساليب بدائية لمكافحة البعوض في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، فالبلدية تقول بأنّ الصرف الصحي قد تعرّض للضرر نتيجة الزلزال الذي ضرب المدينة وهم بانتظار إصلاحه، والأهالي يقولون أنّ البلدية لا تقوم منذ سنوات طويلة بعمليات الرش لمكافحة البعوض والحشرات وأنّ بعض المناطق ترش بانتظام في حين أنّ المناطق السكنية القريبة من الأنهر والأراضي الزراعية تبقى محرومة من مخصصات الرش. ظواهر أخرى تشهدها بعض الأحياء سنتحدث عنها في تغطية أخرى تتمثل بعدم انتظام الضخ للمياه وعدم تزامنها مع ساعات الكهرباء الأمر الذي يضطر المواطنين للبقاء ساعات طويلة على الأسطح يترقبون المياه وقلبهم يخفق خشية تلف مضخات المياه الخاصة بهم في حال عملها بدون وجود ماء. وأمر آخر يتعلق بوضع الحدائق حيث يعتبر السكان المحيطين بالحدائق أنّ هذه الحدائق ملكية خاصة له فيسيطرون على أجزاء منها ويستبيحونها ويمنعون الأطفال والأهالي من زيارتها، ويشتمون الأطفال عند الصراخ واللعب فيها، ومعظم هذه الحدائق خالية من الألعاب البسيطة التي يجب أن تتوفر فيها هذه بعض من مشكلات المدينة ومشكلات مدن أخرى في سورية، وهنا لسان أهل المدينة يقول هذا حالنا ووضعنا فهل من مجيب؟ بتوقيت دمشق|| خاص